أوتذكرنى

أوتذكرنى

الاثنين، 15 أكتوبر 2018

صديقي… بقلم الشاعرة سامية خليفة

صديقي

تسألُ عن شغفٍ ألبسني ثوبَ القدّيسِ 
تسألُ عن لونِ الحبِّ في قلبي
وكيف بمساحاتِه اكتسحَ
كلَّ الألوانِ
لا تجزعْ
لن أتركَكَ طويلاً
فريسة للتساؤل 
فأنا فضلتُ الصَّمتَ لحينٍ
أمّا الآن فصوتي يخترقُ الآذانَ
لا تعجبْ عن دفءٍ يغمرني 
يلفُّ بنورِه كياني
فأنا
قبلَ افتراشِ الحلمِ
أغطّي جسد العريِ
بريشتي وألواني
أمسحُ دمعَ الأيتامِ
بأصابعِ الرأفة
وقبلَ هبوبِ العاصفةِ
أنصبُ جسدي خيمةً
وأكونُ في الحربِ متراساً
أكونُ السّلامَ 
أذودُ عن ظهورِ الأبرياءِ
من غدرِ القنصِ

صديقي
كنْ نهراً للعطاء
لا تبخلْ
فقطرةُ ماءٍ تحيي الظمآنَ
كنْ فكراً نوراً 
سطِّرْ أحرفَكَ
بمدادِ الرَّحمةِ والعلمِ
هناكَ من عصبوا عينيهِ
كي لا يرى الحقائقَ
كنْ لهُ البصيرةَ
هناكَ من بتروا يديهِ
كي لا يكتبَ
كي يبقى سجينا للجهلِ
كن لهُ شراعاً
وانجدْهُ
من غرقٍ قاطعٍ. 

سامية خليفة-لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق