تعويذة لا تنبت الرحمة
قصة قصيرة / سعيد العزب الرخ
_ أنا خايفه
وأنت تنصت لمفردات خوفها,تستأنس الأسد بداخلك , مع كل مفردة تقولها ولا تعجبك, تبحث عن صبر طويل الأمد يتسع لحكاياها التى بدا أنها ستطول, تجوب المكان جيئة وذهابا تستجمع الأمان من كل الموجودات لتهبه إياها.
_ أنا خايفه
ترددها بطريقتها الخاصة وقد احتوت كل مفردة على أنوثة طاغية , تحتاج الأمان, تحكى , تعلن حبها لرجل ما, قابلته بعد محادثة على النت , وكم كانت فى أبهى صورة , أمام طريقته فى تناول الطعام و والتى لا تتناسب مع طريقته فى تدريس الإتيكيت .
تقذفك حروفها بوابل من الرصاص, يخترق جسدك يقتلع جذورها المتغلغلة بداخلك, وقد سال ذلك الشيء الدافىء اللزج مشتعلا متأججا , ولما طال صبرك ونفد صمتك , وحانت منك الرغبة فى ترك المكان, فاجأتك بحروف تجيد نطقها , أنا خايفه.
تدعوك للإقتراب منها, أن تلمسها ترتعش أطرافها بطريقة آلية مفتعلة , يصمت فيك الأسد يئن وقد تلامست اطرافها مع أطرافك, فتحول أسدك إلى شىء يشبهه, يمشى على أربع لكنه يطلق النونوات, ولما استشعرت أمان نونواتك, عاودت الحكى , كشهرزاد آخر الزمان, وأنها تعرفت على رجل آخر, كتب قصيدة ذكر فيها اسمها , فسلمت له العقل والقلب, ومع أن دراستها تعلم أنها لم تكتب لها, لكنها ارتشفت منه الاحتواء والارتواء, فى قبلة هى من سعت اليها.
ومازالت تحكى وفى كل مرة يزيد أعداد الرجال واحدا, حتى أصبحت رابعهم , تدرك أنت أنها الذكر وأنك أحد أزواجها.
تمسك بكوب الشاى الزجاجى الساخن وقد كان فى أعلى درجات غليانه.لمستك له جعلته يزداد تأججا, تضغط عليه بقسوة, وكأنها التى بين يديك.يتساوى رماده مع بقاياك التى تتفتت رويدا رويدا.
ولما أدركت هى أنك غادرتها للأبد, كانت على موعد مع آخر, وقبل أن تتعرف على اسمه قالت له , أنا خايفه.!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق