أوتذكرنى

أوتذكرنى

الثلاثاء، 20 مارس 2018

أمي للشاعر عبد العظيم كحيل

إلى أمي الحبيبة رحمها الله 
ولكل ام في عالمنا العربي والإسلامي  
نحبهم من غير مِنَّة ..... 

أرى العجب!
أن قام الولد 
محتضن أمه يقبلها...
يقبل يديها 
يقبل القدم 
على صفحته 
في الفيسبوك ينشرها
متفاخراً 
متباهياً 
صادقاً...
أنظروا ماذا افعل لأمي 
أنا أحبها ...
يأتي الإعجاب 
أعجبي!
تعليق من هنا 
وتعليق من هناك
تهنئه الأصحاب ...  
إعجاب بالنفس ورضي...
الله يرضى عليك يا ابني!
تقولها خجولة منكسرة
اللهم اجعله من أهل الجنة
اللهم أرزقه رزقاً حلالاً
اللهم وفقه إلى ما تحبه 
وترضاه...
النفس ترضى 
بما نالت من رضا
ما علمت النفوس 
قبل خلقها!
تلك حكاية أخرى...
الأم حملت 
ولدها تسعة أشهر
نَمَا من جسدها 
امتلأت عُرُوقه من دَمِها
كم تَألَمَت 
في ليلها و نهارها
ابتسامة رِضَى...
تُرسَم على الشِفاه 
الحمد الله
سأُرزق بمولود بأذن الله...
بصراخ الآلام والتَشَنُجَات!
يَتَمَزقُ الغِشاء...
يَخْرُج الجَسد من الجَسد!
صرخة طفل 
لا يعلم قسوة الحياة...
أو سُنة سَنها 
الله بعلمهِ جرس إنذار!
بكاء من أول نَفَس نتنفسه 
سيستمر البكاء من حين لآخر
سنة الحياة ...
الأم مبتسمة حمداً لله
بداية المشوار الطويل
في الجسد كان  
والآن على صدرها ينمو
و كلاهما من جسدها...
صراخ الأولاد 
تحضير الطعام 
تنظيف الثياب 
تنظيف المنزل 
الطفل خرج وبال على نفسه! 
تزيل الأذى...
وتقبل القَفَا! 
انه مولودها وكفى!
تصرخ هذا ولدي...
هذا ولدي...
ترفعه للأعلى 
تضمه إلى صدرها
ولدي احبك 
ولدي أفديك بعمري
لا أريد شيئاً 
سوى رجلاً يافع
أو صبية
زهرة قلبي...
"المال والبنون 
زينة الحياة الدنيا
والباقيات الصالحات 
خير عند ربك 
ثوابا وخير أملا "
أم الأولاد راعية 
في بيتها وزوجها
للزوج نصيب في الرعاية 
في ليلها تلبي الرغبات 
سَكَن ولِباس
إن قَبَلنا يديها وقَدَمَيْها
وألبسناها بعض اللِباس
أو بِضعة دراهم ولو ذهباً
أو صحبة في نزهات
أكان ذلك كافياً ؟!
والجنة تحت أقدام الأمهات...
أمهاتنا خدمْنَنا بِصَمت 
وبغير مِنَة!
أنحن نمنُ عليهن ؟ 
كفى!
استوحي وأقول:
لو كان مداد العالم ذهباً 
وكتبنا عن فضل أمهاتنا
لنفذ قبل أن نستوفي حقها
ولو جِيءَ بمثله مددا...

عبد العظيم كحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق