أوتذكرنى

أوتذكرنى

الاثنين، 9 أبريل 2018

الفقراء للكاتبة الأديبة فريال حقي

الفقراء ولدوا من مآساة  كبروا  ليكونوا  أقوياء / حين تصفعهم عيون البحر  يقتربون من فجاج الروح .يغفون على حافة الصمت  و يشيدون قلاع الرمل .ويصعدون الزفير الأخير لآخر الممات . هاربون من الزمن المر .تاهوا في كف الوقت  أرجوحة  مغطاة بالزئبق .بعد ان جفت الأزهار  و إنشق الثرى  و الليالي حطمت أمانيهم  فغدوا حيارى تائهين .أيها الليل رفقا بهم في دنيا الألم .هم ينتظرون الفرج القريب قبل أن يدركهم الهذيان  و جنون العالم .لأنهم أضحوا  فيض المزار  و الخيمة اللاجئة   و الريح الضاربة  في المضارب .الأطفال على الطرقات يشهقون  .و أجسادهم يدحرجها الغثيان   بين اليأس  و الأمل و صحو الحياة  و سكرة الموت . و الأرض ضاق فضاؤها  الرحب .باحثين عن أي شيء يحتويهم  مما هو قادم يوثقون موتهم خلف الستائر في الخفاء .و الصبر قطفوه من الأجفان  و الأعصاب . و الأحزان  لفوه بورق  الصبار .بعد أن إجتاحتهم  جحافل العتمات  و الغصات والمؤلمة  وسط الليل  الدامس .و تجمد رحيق الصبر و حنين الفرح  أضحى  مكفن  بكافور  الرحيل .و مساء اللقاء بأحبتهم بلا  قناديل .أنها الحرب الشرسة  . ومناجل الموت تحصدهم  و ربوعهم  نجم مستباح   و مدار الشوق  ترسمه الرياح  .و الصدمة  توغلت  في الشرايين .لتعزف لحن الوداع الأخير . لتضغط على مرايا الروح فتكسرها .و على شمس الأمل فتبددها  و تدخلهم جميعا  في وحشة الغياب         الأديبة  فريال  حقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق