أوتذكرنى

أوتذكرنى

الثلاثاء، 6 فبراير 2018

القمر للكاتبة هالة فتح الله

القمر 
خُيل إلي أنني اهبط فوق سطح القمر وهنا رأيت ما قرأت وعرفت أن ما كنا نصفه بالضوء والجمال كان خيالاً ، بل ظلم لمن شبهناه بهذه الصخور وكان حواري معه صريح ، فقد خيبت ظني فيك يا قمر السما ، يا من عشت به متيما ، قد كنت أسمو في علاه ترفعاً ، والنفس تعشق بالغريزة ما سما ، كم قضيت الليل ارقب ربوة ، وأراه يرنو خلفها متبسما ، كم رأيته يسبح في سماء موجها سحب تغازل خلفهن الأنجمَا ، ولكم كان مسامري في رحلتي إذا سرت في درب بليل موحش ، والآن ما أغرب ما رأيت عندما أقبلت نحو أرضك وعلى جناح العلم أهبط  ، ويخيب ظني بالحقيقة ها هنا ، ويا ليتني أمضيت عمري حالمة ، تلك الصخور الصامتات حسبتها ، قبل الصعود إليهِ تبراً ناعما ، والصمت فيه يميت حر مشاعري ، والشعر فيه يبقى في رحابه ملجما.
داسته أقدام الرجال كأنما داسو قلوب الشِعر فانفجرت دما ، وتركوا عليه متاعهم فإذا بهم أهدوا عروس الشعر تاجاً مظلماً .
أنا ما وطأت قدماي ثراه إلا لأن العيش لنا أن نتعلمَ ، فيا أيها الإنسان سرك لم يزل عقلاً طموحاً للعلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق