أوتذكرنى

أوتذكرنى

السبت، 21 أبريل 2018

هيام عاشق للشاعر حميد المصباحي

هيام عاشق
-----------
عندما أموت عدا،
ضعي كفك اليمنى على جبيني،
واسأليني،
أموت أم أتزوج عيرك؟
أجيبك، بل تزوجيني.
----     ---------
أسندي جسدي على جدار بيتك،
خذيني،دمية،
تلاعبها أنامل صغارك،
اسأليني،ما اسمك؟
لن أجيب،
الأموات لا يعاتبون.
---------            -------
تذكري أنني غفرت ،
ونسيت ما لا يغفر،
فانتظر،كحكيم،
 ما لم تنتظر.
حميد المصباحي_

أحبك مرتين للشاعر حسان الأمين

أحبك مرتين

لا يحق لكِ أن في حبي
تَشُكين  

وانت حبي الوحيد 
  كذب عليك 
من قال لك
اني أحب امرأتين

فأنا لي قلب واحد
وامتلاء لمن أحببت 
بالوفاء و الحنين

لكنَّ الشكَ يراودك
حين أكتب للحب 
وعن العاشقين

أحبك ...وأقولها
مجنون من يعشق مرتين

فانتِ ليًّ القلبَ والرئتين

واسمكِ اسمي
وان ناديت عليكِ
 تردُ عليَّ الشفتين

فلو تُنسى قصص العشق
لنسينا جميل
ُ و حبيبيه  بثين

وان اردت ان اعشقُ اخرى
فأنتِ اول المرشحين

لأنكِ زادي وراحلتي
وانكِ مع الهواء تأتين

اظل اهواك مرةٌ تلو مرة
وإن كان قلبي يتسع لأخرى
 سأتخيلك امرأتين

واظل اكتبُ اليك ما حُييتُ
ولعلك لشعري تقرأين

وان كنتِ عني راحلة
ً ارحلي
لأنكِ سكنتي روحي
 وستظلين
وسأظل أحفظ ذكراكِ
و أموت عليها
و إن مرت شهور وسنين
حسان ألأمين

الفرح المكبوت للأديبة فريال صالح

العنوان.  الفرح  المكبوت /        يا لون أفراحي  و أحزاني  و بوحي  و كتماني . فخاطري يتلظى  مثل  بركاني . و شغافي  تحيا  خلف  أزماني . يا حبي مذ عرفتك  أخترت بنفسي قيودي .ليصحو الحلم   من غيث  مدامعي  و صمت مواجعي . فعيناك  بحاري  و أقاليمي  و حدودي . و قدر لاح من عبراتي . فتتواثب  الأشواق لترش عطر الجمر في نبضاتي . قسما لمن جعل الوفاء  سجيتي  و الدمع فاض من مقلتي .و الفرح  المكبوت يمتطي  صهواتي  عبر وجداني  ليجعل البحر  حرا   دون  شطآن                  الأديبة  فريال  حقي

أخر لقاء بيننا للشاعر محمد الأمير الشعراوي

أََخـــر  لـِـــقاء بــَينـناَ

تَــوَاعدت ايدينا شَــوقاََ بِــقُربِ  الِـقــاء

  هَمِمنا بِقِبلةِ مِــحِراَب عِشق 

أحــلام  نَلــتمسُ الــرجَاء

  لِأسمع خَـطواتُها تَــقترب 

تَـتغلغل طَـبقَات السَـماء

 و اوتــَار قَلبىِ  تَــعزفُ نَــغمات 

لَحنِ  شَــوق  لَــكن  بِـــحيَــاء 

تَــكَادُ  دَقــاتُ طُــبُولَ قَلبى

 لِعُــنفهاَ تَــسمعُها الصَخــرةُ الصَماء 

مُــفرِح  إِنتِــظَار الـشَوق

 بِأَعيُنُُ  لَا  يَستُــر  عَــنهُا  إفْـــشَــاء
  
وَ شَــوقِِ  كَا فَــراشةِِ لَا  يَرتوىِ 

من عِـبق  زَهــرةِِ الفَــيحاء

يَــشق آنِينُ الوَجد لِلُقــياَ

 شَــوقاََ  لِلحــبِيبُ  بِالسَحرِ

 مَازلتُ إرتـقب حنين لأَعيننُ

 تجمل لأهــدابُها  البصر 

ماذا تَحكىِ لَو اشتبكت

 أعينُُ  قَـبل الأيادىِ بنظر

 إقرء سُطور لِقاء بِعُــيُونَــها

 يَطلق بِــهاَ عِنـــانُ لُـــبِِ  بِفكر  

   لِماَ  يَا قلبُ تَـرتجف

 أن تخلف عن موعدهِ بقدر  

سَتأتىِ نعم ستأتى و يَسشرقُ

 أَضــوء قَـمرىِ بِفجرِ

فَـتهفـُوا إِليهـــا الرُوح 

للقيـــها   بَينَ الحِــين و الحِــين

  و تَشتاقُ اَعينُُ  لِرؤيتِها  لتَجدُلُ لَها  الحَـنِيين 

   و تسهر  نِجمات ليلىِ

  إشــتياق أعين إلي قمرها

   و سـحابات  سهر تَـحنُ أن

 تَـسبحُ  بِعُــيونِ سـمائُها  

أحن اليك ويزيد  حنانىِ إليك مع الأيام

 أحن إليك  و لـقياكى 

 اجمل  ما أرىَ بِالأحــلام

بقلم / محمد الأمير الشــعراوى

همس الليلةللشاعر هاشم عبد الصادق

همس الليل
بقلم الشاعر /اشرف هاشم عبد الصادق
يهمس  الليل في أحشاء السكون
يقول أنا رفيق العشاق
سهر وعذاب ودواوين
وجمود وأمل نظر العيون
ورفقة رفيق الظنون
وربيع جديد بعيون
لم يتلاقى من قبل بالبستان
وينهش الحب طيور الليل
ولم يبق عطر للسكان
ودفن الراوي عطره
ولم يعثر عليه الحبيبان
واناجى الربيع ملحقً
أين العطور والبستان
يرد يقول هامس
غمرت زهوري السيقان
أغمضت عيني في حلمي
لأغير زهوري بالبستان
وأزرع حب بعطر
ونسيم ينساب في الابدان
واغامر بحب القلب
علي امل لقاء حبيبان
رغم القرب بالزمان
لم يتلاقى الحبيبان
الحب ليس بمساقه
والقلب يشق كالغلمان
لا تترك العنان قلبي
وظلام الليل بالدوران
أيكون يوما فجر حب
أم اللقاء يصارع الحبيبان
ويناجي فجر الليل ليله
ويقول انجلي  لظهور العينان
وقرب مسافة بعدٍ
وحب ربيع جديد للبستان
وانشر عطرة  حلما
ونسم  قلوب الحيران
وداوى لوعة حب
لم يعثر الطبيب بالمكان
كانت مقلتي  عيني وفؤادي
الحب كالطوفان البحر موجا
واطراف الحب تدفئنا هجرا
وكاس خمر يروينا  دفئا
وحب يعانق السحاب
كا اجراس  الحب تدق لينا
والليل يعانق  السهر بينا
كا البستان في ربيع
يهدي  زهور نرجس تشجينا
كأس رضا  رغباتك
وحلم جمال ليلها
رحلت افكار  الربيع 
ورحلت معها القصائد
ودموع عين  الحزين 
وروح الدمع تغادر 
وصفاء وديع  القلوب
وطبيب القلب والناجد
وصوت  المرايا  تعكس
غدر واهات دنيا الحبيبان

شظايا حنين للشاعرةوفاء الرياب

« شظايا حنين »

و تتعب نافذة  الانتظار ....!!!
تضج بأفكاري ...
المشرعه ....
و روح ذوت من .....
شظايا الحنين ...!!!
تسير  لشوق الهوى 
مسرعه  ....
فيا أيها السابق ....
 كل الفصول ...!!!!
صبابة  قلبي غدت 
موجعه ....
و يا ايها النجم ....
مل للأفول .... !!!!
و خذني اليك  ....
لنذهب معا ....

وفاء الرباب

الدنيا ومالها للشاعر بن حليمة محمد

الدُّنْـيَا  وَ مَـآلُهَا

             
لِـدُ نْـيَــا أتَــيْــنَـا حُــفَـــاةً عُـــرَاةً    //   لِأُخْــرَى رُجُــوعٌ بِــذَاتِ الـصِّــفَـاتِ

                       خُـلِـقْـنَـا لِـفَــانٍ قُـلُــوبٌ صُــفَــاةٌ       //  سَــوَادُ اعْـتَـلاَهَـا طَـرِيـقُ الـعُـصَـاةِ

                       
                 عَـرُوسَـةُ غَـرَّتْ وَ نَـحْـنُ الْـهُـواة           //   شَـيَـاطِـيـنُ قَـادَتْ شَـبِـيـهَ الرُّعَـاةِ        

                 تَـلاَشَـى الْـخُشـوعُ  لِـمَـلْـهَـى عِـنَـا دَ   ى   //   سَـــهَـــوْنـا مِـــرَارًا زَمَـانَ الــصَّــلاَةِ        
  
            
                     لِـرَبٍّ رَقِـــيـــبٍ صَــدَاقُ الـنِّــيَـات             //     تَـذَكّـرْ .. فَــتِـلْـكَ  نَـوَاةَ الْـحَـيَــاةِ   

                     زَوَالٌ لَآت    وَدَاعُ الْـحَـيَـاةِ                    //   نَــرَاهُ بَــعِـــيــدًا  . سَـرابُ  الْــفَــلاَةِ       


                 رَحِــيــلٌ بِـنَـعْـشٍ وَصَـمْـتِ الْـمُـشَاةِ        //   حِــدَادٌ عَـــلَــيْـهِ بِــدَمْـعِ الـنُّــعَـــاةِ                          
   

                                      
                  مُـكُـوثٌ بِـــقَـــبْــرٍوَجَـنْـبٍ سُــبَـاتًا           //   وُجُـــوهٌ بِـشَـرْقٍ  لِــيَــوْمِ الْــفَــنَـاةِ

                  تَـبَـاهَـى بِـجِـسْـمٍ  بِــلَـحْــدٍ  فَــضِـيــعٍ             //    فَــذَاكَ    أَلَــذُّ  طَـعــامِ  الــدُدَاتِ

                                              
                   صَـــنِــيـعٌ بِــرِجْــلٍ عُـلُـــوٌّ صَــلاَةٌ                  //  صِــيَـامٌ . نَـوافِـلُ . مَـدِّ  الـزَكَــاةِ  1-2 

                   
                                      فَــطُــوبَـى لِـمـَـنْ جَــاءَ  بِـالْـحُــسْــنَـيَـا ت 


                  فَـكَـيْـفَ  الـتَّـعَـالِـي بِـهَــذِي زُهَـاةً  ؟          // أَيَـا غَــافِـلٌ اصْـحَ  قُـبَـيْـلَ الْفَـوَاتِ

                                      وَيَـا رَبّ  أَلْـهَــمْ سَـبَـيــلَ  الـثَّـبَـاتِ    

                  الـهــوامـش : 1) صَـنـيـعٌ : الـمـقـصـود بالأعـمـال     2) عُـلُــوٌّ : المـقـصـود بالـرّأس                                                                                                          
                                                       
                   سعـيدة ( الجزائر )           بن حليمة امحمد

السطر الأخير للشاعرة سمر ضهرو

السطر الأخير
..................... 
كنت فيه حبيب 
كتبتك.جرح الألم 
كتبتك فرح وأمل 
وهاأنا أكتبك وداعا 
بلا خوف .سفر حب 
مع تنيهيدة الليل
 للشمس.......
 ليلي زفراته شلت
الهمس فيه بات صهيل
أحاديث لم تكتمل وقررت
الرحيل .......
آهات وأشواق ومن ثم 
الوداع......
ليس هذا ماكنت أتمناه
اه والف أه قالها ليلي 
لضيف ثقيل لامس
.. عتباته
وكتب السطر الأخير 
لتشيع جثمان الشوق
لم أعد أرى الحروف 
نجومي أصبحت باهتة 
صفراء اللون ......
ولا هذا الذي يسمونه 
الشوق أصبح ضيفا
ثقيل يخنق الروح
عد ولا ترحل.... 
في رحليك وجع 
علمني عشقك 
كيف أحلم ......
لما أدفن الحلم 
وأطويه في السطر 
الأخير........
 خيال وطيف نطير 
تحلق  نعانق النجوم
والأن حكم عليه.... 
رحيلك حكم الإعدام 
لا رجعة فيه .....
سأكتب في السطر 
الأخير أساطير وحكاية 
عشق المستحيل......

سمرضهرو

الصمت مقالة للدكتور صالح العطوان

الصمت ...الفضيلة الغائبة  
ـــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي- العراق - 15-4-2018
صمتك وقت غضبك قوة .....صمتك وقت فوزك ثقة .....صمتك وقت عملك ابداع ....صمتك وقت سخريتهم ترفع ....صمتك وقت نصيحة الناس لك ادب ...صمتك وقت حزنك صبرواحتساب للاجر
منذ مدة وأنا أقلب الفكر في موضوع الصمت، هل هو رذيلة أوهو بالأحرى نقص في صفات الكمال؛ أم أنه فضيلة تكتمل بها الشخصية المتوازنة وتتجمل بحسنها.....  تأملت المسألة طويلاً في ظل زمان انقلبت فيه الموازين، وتغيرت فيها ملامح الأشياء وقيمتها ومكانتها في العقل والوجدان. وكلما هممت بالكتابة أجد «الصمت» يدعوني للتريث واختبار المعاني أكثر فأكثر قبل النطق بها.
 كيف انقلبت الموازين بهذا الشكل!؟ ألم يقولوا قديماً: «إذا تمَّ العقل نقص الكلام». قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد والترمذي: (من صمت نجا) قال الغزالي: «هذا من فصل الخطاب وجوامع كلمه صلى اللّه عليه وسلم وجواهر حكمه، ولا يعرف ما تحت كلماته من بحار المعاني إلا خواص العلماء، وذلك أن خطر اللسان عظيم وآفاته كثيرة من نحو كذب وغيبة ونميمة ورياء ونفاق وفحش ومراء وتزكية نفس وخوض في باطل، ومع ذلك إن النفس تميل إليها»، ثم يعدد الغزالي فضائل الصمت «في الصمت سلامة مع ما فيه من جمع الهم ودوام الوقار وفراغ الفكر للعبادة والذكر والسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسابه في الآخرة»...ويروى أنه التقى بعض الملوك، فأجمعوا على مدح الصمت. قال أحدهم: «أنا أندم على ما قلت، ولا أندم على ما لم أقل» وقال آخر: «أنا على ردّ ما لم أقلّ أقدر مني على ردّ ما قلتُ»
وقد يعجب البعض من جرأة المتعلمين في الخوض في كل وادٍ دون روية؛ لكن زيج زيجلر يقول: «ثُلث ما يتعلمه حاملو درجة الدكتوراه من علم يأتي من خلال دراستهم الأكاديمية فقط، أما الباقي فيكون حصيلة التأمل والمراقبة أثناء سنوات عمرهم الباقية. لذا فليس كل متعلم مفكِّر».
ثم متى ندرك أن الإنجازات لا تتولد في الضجيج؛ بل تتشكل ملامحه في سكون الصمت والتأمل العميق. يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله: «لا أقبل شيئاً على علاته، وهذا ما أصابني بداء التأمل».
بالتأكيد؛ الصمت ليس محموداً على الإطلاق لكننا نعيش في زمن تزاحمت الأفواه من حولنا وتشابكت الألسن ووقع في شراكها خلق كثير. قال صلى الله عليه وسلم «رحم الله امرأً تكلم فغنم أو سكت فسلم».
العالم لا يتوقف عن الكلام، ولا يُقدّر الصمت، ويُصفّق دائماً لمن يتحدث أكثر، ويصفه بالانفتاح والحضور والاجتماعية وسعة الأفق.. بل أصبحت الانطوائية والميل إلى السكوت مرض يتنصّل منه البعض، وتنهال على صاحبه الأوصاف السوداء تارة والساخرة تارة أخرى من معقد ومغلق ومحدود الفكر وكئيب.. هل نحن في زمن قلب الحقائق وتبدل المفاهيم الراسخة على مر العصور، أم أننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا وذاتنا؟ أسئلة تطرح نفسها وتحتاج منا إلى إجابات حاسمة كي لا نضل الطريق.
 فضيلة الصمت .
ـــــــــــــــــــ قديما قالوا: "إذا تمَّ العقل نقص الكلام". وأثني احدهم علي فضيلة الصمت فقال: "هو زينة بدون حلية، ووهيبة بدون سلطان، وحصن بدون حائط".
رأيتُ الكلام يزينُ الفتى *** والصَّمتُ خير لمن قد صَمَتْ
فكم من حروفٍ تجرُّ الحتوفَ *** ومن ناطقٍ ودّ أن لو سَكَتْ
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من صمت نجا)) [أحمد والترمذي] أي من صمت عن النطق بالشر، قال الغزالي: "هذا من فصل الخطاب وجوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم - وجواهر حكمه، ولا يعرف ما تحت كلماته من بحار المعاني إلا خواص العلماء، وذلك أن خطر اللسان عظيم وآفاته كثيرة من نحو كذب وغيبة ونميمة ورياء ونفاق وفحش ومراء وتزكية نفس وخوض في باطل، ومع ذلك إن النفس تميل إليها لأنها سباقة إلى اللسان ولها حلاوة في القلب وعليها بواعث من الطبع والشيطان، فالخائض فيها قلما يقدر على أن يلزم لسانه فيطلقه فيما يحب ويكفه عما لا يحب، ففي الخوض خطر وفي الصمت سلامة مع ما فيه من جمع الهم ودوام الوقار وفراغ الفكر للعبادة والذكر والسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسابه في الآخرة".
عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: عظني وأوجز، فقال: (( إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَاجْمَعْ الْإِيَاسَ مِمَّا فِي يَدَيْ النَّاسِ)) [رواه أحمد]
روي أنه التقى أربعة من أذكياء الملوك: ملك الهند، وملك الصين، وملك الفرس، وملك الروم.. فاجتمعوا على ذم الكلام ومدح الصمت، فقال أحدهم: "أنا أندم على ما قلت، ولا أندم على ما لم أقل" وقال الآخر: "إنّي إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ولم أملكها، وإذا لم أتكلم بها ملكتها ولم تملكني" وقال الثالث: "عجيب للمتكلم، إن رجعت عليه كلمته ضرّته، وإن لم ترجع لم تنفعه"، وقال الرابع: "أنا على ردّ ما لم أقلّ أقدر مني على ردّ ما قلتُ"
 اعمل أكثر مما تتكلم
ــــــــــــــــــــــــــ الصامتون من خير أهل الأرض.. هم من يصنعون التغيير ويُضيفون كثيراً في عصر الثرثرة.. الفئة النادرة التي تعمل أكثر مما تتكلم.
يقول زيجلر: "ثُلث ما يتعلمه حاملو درجة الدكتوراه من علم يأتي من خلال دراستهم الأكاديمية فقط، أما الباقي فيكون حصيلة التأمل والمراقبة خلال سنوات عمرهم الباقية، لذا فليس كل متعلم مفكِّر".
إن الإنجاز لن يولد في الضجيج بل تتشكل ملامحه وسط غابات من الصمت ومن السكون، والانطوائية ليست عيباً، بل دليل نبوغ في أحيانٍ كثيرة.
والصمت يمنحك طاقة قوية للتفكير بعمق في كل ما يحصل حولك والتركيز بعقلانية على إجابتك.. قال د. عبد الوهاب المسيري - رحمه الله -: «لا أقبل شيئاً على علاته، وهذا ما أصابني بداء التأمل».
 لكل حالة لبوسها
ــــــــــــــــ جعل الله - تعالى -الصمت ستراً على الجاهل، وزيناً للعالم.. روي أن رجلاً كان يجلس إلى أبي يوسف، تلميذ أبي حنيفة، ويطيل الصمت، فقال له أبو يوسف يوماً: ألا تتكلم؟ فقال بلى: متى يفطرُ الصائم؟ فأجابه: إذا غابت الشمس، فقال: فإن لم تغب إلى نصف الليل؟ فضحك أبو يوسف، وقال: لقد أصبت في صمتك وأخطأت أنا في طلبي لنطقك، ثم قال:
عجبتُ لأزراءِ العيي بنفسهِ *** وصمتُ الذي كان بالصمتِ أعلما
وفي الصمتِ سترٌ للعيي *** وإنما صحيفةُ لبّ المرءِ أنْ يتكلّما
فالصمت ليس محموداً على الإطلاق والكلام أيضاً.. بل يبقى لكل مقام مقال، ولكل حالة لبوسها، ولو كان الصمت فضيلة بإطلاق لماتت النصائح الصادقة وغاب التوجيه السديد وفقدنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ميز هذه الأمة وقامت عليه خيريتها.. تعيش الكلمةُ الصادقة ويُخلد صاحبها، ويبقى في وجدان الناس ويسكن ذاكرة قلوبهم، أما الضجيج الكاذب فربما يبقى قليلا لكن سيظل هشا مُهمشاً في زاوية الصخب.. سيعيش نكرة ويمضي نكرة، ويموت في جوف الفراغ سراباً بلا معنى.
إن الصمت وإن صاحبه سلامة مؤقتة لكنه مسمار يُدَقُ في نعش الفضيلة، قال - تعالى -: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [المائدة: 78-79]
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((رحم الله امرءا تكلم فغنم أو سكت فسلم)) [صحيح الجامع: 3492] وأفهم بذلك أن قول الخير خير من السكوت لأن قول الخير ينتفع به من يسمعه والصمت لا يتعدى صاحبه.
- ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) [متفق عليه] قال القرطبي: "معناه أن المصدق بالثواب والعقاب المترتبين على الكلام في الدار الآخرة لا يخلو إما أن يتكلم بما يحصل له ثواباً أو خيراً فيغنم أو يسكت عن شيء فيجلب له عقاباً أو شراً فيسلم، وعليه فـ «أو» للتنويع والتقسيم، فيسن له الصمت حتى عن المباح لأدائه إلى محرم أو مكروه، وبفرض خلوه عن ذلك فهو ضياع الوقت فيما لا يعنيه، و((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)).
وأفاد الخبر أن قول الخير خير من الصمت لتقديمه عليه. وأنه إنما أمر به عند عدم قول الخير.. قال القرطبي: "وقد أكثر الناس الكلام في تفصيل آفات الكلام وهي أكثر من أن تدخل تحت حصر وحاصله أن آفات اللسان أسرع الآفات للإنسان وأعظمها في الهلاك والخسران فالأصل ملازمة الصمت إلى أن يتحقق السلامة من الآفات والحصول على الخيرات، فحينئذ تخرج تلك الكلمة مخطومة وبأزمة التقوى مزمومة".
قال ابن القيم - رحمه الله -: ".. وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى للدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نُوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذَّل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه، وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بُلوا في الدنيا بأعظم بليه تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل".
وقال أحدهم: "الصمت عن الخنا، أفضل من الكلام بالخطا".
وقال شمس الدين السفاريني: "المعتمد أنَّ الكلام أفضل؛ لأنَّه من باب التحلية، والسكوت من التخلية، والتحلية أفضل، ولأنَّ المتكلم حصل له ما حصل للساكت وزيادةٌ، وذلك أنَّ غاية ما يحصل للساكت السلامة، وهي حاصلةٌ لمن يتكلم بالخير مع ثواب الخير"

حافية الشوق للشاعرة هدى عبد المعطي

َ
...&& حـافيــــة الشـــــــوق &&....

**********************************

حافية الشوق أمشــــي علــــى
شظايا جرحي يدميني الرحيل

أسرج بالدجي قناديل شغفــي
وليس لي دون عينيك بدليـــل

يا من هزمت تمردي وألغيــــت 
حدودي إليك الحرف والصهيل

أهديك الروح ونبض القلــــــب
وشوق العمر لهمسك الجميــــل

أسافر إليك بين عروج وتحليق
لأغفو بأنفاسك والنبض ذليــــل

فكلي جوع ينخــــر بأعظمـــــي
وسنابل الروح إليك تميــــــــــل

أخَذَ الهَوى بِمَجامِعِ نفســـــــــي
ورغم الغياب القلب أصيــــــــل

يحمل حنانه لعينيك ويعتنــــقَ
فــي عطرك المذهب والدليـــــل  

يأتيَ الرَّبيعُ بِحُسْنِهِ الخــــــلاب 
وقَلْبي من ِطولِ الغِياب عليـــل 

وهبتك الروح هدية بلا كلـــــلٍ 
ودفء قلبك معبدي والتراتيــل

سَهِرَتْ اللَيالي َأعاقر عطــــــرك
وأسرج بدمي لهيب القناديــــل 

فبعدك لا مدْيحُ يُغْرينــــــي ولا
يغادِرُني أنيني وعذابيْ ُطويــل

***********************************

#بقلمي الشــــــــــاعرة

هدى عبد المعطي محمود

19 / 4 / 2018
حقوق النشر محفوظة